قال: وكتب ابن عمار إليه بعد أن أقام عنده طويلاً راجياً إذناً يجد فيه الى الانصراف سبيلاً:
يا واضحاً وضح السّحاب ال ... جود في معْنى السماح
ومطابقاً يأتي وجوه ال ... برّ من طرق المزاح
أسرفت في بر الضيا ... ف فجد قليلاً بالسراح
فأجابه:
يا فاضلاً في شكره ... أصل المساء مع الصباح
هلا رفقت بمهجتي ... عند التكلم بالسّراح
إن السماح ببعدكم ... والله ليس من السّماح
وقال ابن صمادح في صفة نهر:
انظر الى حسن هذا الماء في صَببهْ ... كأنّه أرقم قد جدّ في هربه
وقال، وأراد الركوب الى وجهة، والهبوب في نزهة، فأخبر بوفاة حظيّة له معشوقة، بالمقة مرموقة، فلم يثن عنانه، ولم يعطّل لسانه، وقال في ذلك:
لما غدا القلب مفجوعاً بأسوده ... وفضّ كل ختام عن عزائمه
ركبت ظهر جوادي كي أسلّيه ... وقلت للسّيف كن لي من تمائمه