واجتاز على أبي بكر بن عبد العزيز ببلنسية فأخرج الى لقائه رجلاً من اليهود، فقال في ذلك يعاتبه:
تناهيتم في برنا لو سمحتم ... بوجه صديق في اللقاء وسيم
وسلسلتم راح البشاشة بيننا ... فما ضر لو ساعدتم بنديم
سألتمس العذر الجميل على العلى ... وأحتال للفضل احتيال كريم
وأثني على روض الطلاقة بالحيا ... وإن لم أفز من نشره بنسيم
ضننتم بأعلاق الرجال على النوى ... فلم تصلونا منهم بزعيم
ولكن سأستعدي الوفاء فأقتضي ... سماحك بالأنس اقتضاء غريم
وقال في فارسين تبارزا، فسبق أحدهما الآخر فطعنه، من أبيات:
كم من شجاع قدته تحت الردى ... بدم من الأوداج كالأرسان
روّى ليضرب فانتهدت بطعنه ... إن الرماح بداية الفرسان
وقال في مغن يكنى أبا الفضل، وقيل القائل غيره:
غنى أبو الفضل فقلنا له ... سبحان مخليك من الفضل
غناؤه حدٌّ على شربها ... فاشرب فأنت اليوم في حل
ومما أورده أبو الصلت في الحديقة من شعر أبي عمار وقال:
وفيت لربك فيمن غدر ... وأنصفت دينك ممن كفر
وقمت تطالب في الناكثين ... مر الحفاظ بحلو الظفر