وأورد أبو الصلت في الحديقة من شعر المعتمد قوله في جارية وقفت تحجب الشمس عنه:
قامت تحجب ضوء الشمس قامتها ... عن ناظري حجبت عن ناظر الغير
علماً لعمرك منها أنها قمر ... هل تحجب الشمس إلا دارة القمر
وقوله في نكبته وهو في العقل وهو أحسن ما سمع فيه:
قضى وطراً من أهله كل نازح ... وكرّ يداوي علة في الجوارح
سواي فإني رهن أدهم مبهم ... سبيل نجاتي آخذ بالمبارح
ولد المعتمد بن عباد قال بعد أسر والده مع أخيه، ولم ير الدعة دعي أواخيه، علقت من المجموع: كان لا يشرب، وبلغه أن أخاه عبد الله شرب سروراً به فكتب إليه:
أتاني من بابي لمجدك عثرة ... فدب له من كل جارحة شكر
لئن كان لي فضل فمنك استفدته ... ولولا ضياء الشمس ما بهر البدر
أتشرب في ودي المدامة سيدي ... وينساغ لي في تركها أبداً عذر
سأشربها شكراً لما ظلت مولياً ... وفي مثل ذاك الود يستسهل الوزر
وقال من أبيات يصف فيها نكد أيامه:
هي الدار غادرة بالرجال ... وقاطعة لحبال الوصال