تصرف في الندى حيل المعالي ... فتسمح من قليل بالكثير

وأعجب منك أنك في ظلام ... وترفع للعفاة منار نور

رويدك سوف توسعني سروراً ... إذا عاد ارتقاؤك للسرير

وسوف تحلني رتب المعالي ... غداة تحل في تلك القصور

تزيد على ابن مروان عطاء ... بها وأزيد ثَم على جرير

تأهب أن تعود الى طلوع ... فليس الخسف ملتزم البدور

وأتبعتها أبياتاً منها:

حاش لله أن أجيح كريما ... يتشكى فقراً وكم سد فقرا

وكفاني كلامك الرطب نيلا ... كيف ألقي دراً وأطلب تبرا

لم تمت إنما المكارم ماتت ... لا سقى الله بعدك الأرض قطرا

وطالعت قلائد العقيان، وله في غلام رآه يوم العروبة من ثنيات الوغى طالعاً، ولطلى الأبطال قارعاً، وفي الدماء والغاً، ولمستبشع كؤوس المنايا سائغاً وهو ظبي قد فارق كناسه، وعاد أسداً صارت القنا أخياسه، ومتكاثف العجاج قد مزقه إشراقه، وقلوب الدارعين قد شكتها أحداقه.

فقال:

أبصرت طوقك بين مشتجر القنا ... فبدا لطرفي أنه فلك

أو ليس وجهك فوقه قمراً ... يجلى بنيّر نوره الحلك

وله فيه:

ولما اقتحمت الوغى دارعاً ... وقنعت وجهك بالمغفر

حسبنا محياك شمس الضحى ... عليه سحاب من العنبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015