وقال من قطعة يرثي فيه سعداً ابنه:
إذا كان قد أودى الزمان بمثله ... ولم يبق في عود له طمع بعد
فلا بترت بُترٌ ولا قنيت قنا ... ولا زأرت أسد ولا صهلت جرد
ولا زال ملذوعاً على سيد حشا ... ولا انفك ملطوماً على ملك خد
وقال من قطعة:
نار وماء صميم القلب أصلهما ... متى حوى القلب نيراناً وطوفانا
ضدان ألّف صرف الدهر بينهما ... لقد تلون في الدهر ألوانا
وفي المجموع، قال ابن اللبانة: كنت مع المعتمد بأغمات، فلما قاربت الصدر، وأزمعت السفر، صرف حيله، واستعد ما قبله، وبعث إلي مع شرف الدولة ابنه - وهذا من بنيه أحسن الناس سمتاً، وأكثرهم صمتاً، تخجله اللفظة، وتجرحه اللحظة، حريص على طلب الأدب، شارع في اقتناء الكتب - بعشرين مثقالاً مرابطية، وثوبين غير مخيطين، وكتب مع ذلك أبياتاً منها:
إليك النزر من كف الأسير ... وإن تقبل تكن عين الشكور
تقبل ما يذوب له حياء ... وإن عذرته حالات الفقير
فامتنعت من ذلك، وأجبته بأبيات منها:
تركت هواك وهو شقيق ديني ... لئن شقت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا ... إذا أصبحت أجحف بالأسير
جذيمة أنت والزباء خانت ... وما أنا من يقصر عن قصير