وكأن الصبح ذا الأنوار من ... ظلَمَ الليل على الظِّلمان صاح
ثَقّل الراحة من كاساتها ... برَداح من يد الخَوْد الرَّداح
في حديق غرس الغيث به ... غدِق الأرواح مَوْشيَّ البطاح
تعقِد الطّرف أزاهيرُ به ... ثمّ تعطيه أزاهير صراح
أرضَع الغيم لِباناً بانَه ... فتربّت فيه قامات المِلاح
من شعر ابن سنان الخفاجي:
نشأت للحُسْنِ فيهم مزنة ... أنبتت في كل حِقْف غصنا
كلّ غصن تعتري أعطافه ... رَعْدَة النشوان من كأس اصطباح
لابس صبغة ورد كلّما ... ودّعت في طرَف اليوم بَراح
فكأنّ التُّرب مِسك أذْفَرٌ ... وكأن الطّلّ كافورُ رَباح
وكأنّ الروض رشّت زهرَه ... بمياه الورد أفواه الرياح
أفلا تغنم عيشاً يقتضي ... سيره عنك غدوٌّ ورواح
وإذا فارقت ريعان الصِّبا ... فالليالي بأمانيك شِحاح
وقال في الشيب والعصا:
ولي عصا من طريق الذمّ أحمدها ... بها أقدّم في تأخيرها قدمي
كأنّها وهي في كفي أهشٌ بها ... على ثمانين عاماً لا على غنمي
كأنني قوس رام وهي لي وتر ... أرمي عليه رمِيّ الشيب والهرم