بتّ منها مستعيداً قُبَلاً ... كان لي منها على الدهر اقتراح
ألثم الدرّ حصى ينبع لي ... بزلال ناقعاً فيه التياح
وأُرَوّي غُلَل الشوق بما ... لم يكن في قدرة الماء القَراح
باعتناق ما اعتنقناه خنًى ... والتزام ما التزمناه سفاح
ما على من صاد في النوم له ... شرك الحلُم مهَاة من جُناح
همت بالغيد فلو كنت الصِّبا ... لم يكن منّي عنهنّ براح
ورددت الشيب عنها جاهداً ... بكلام السِّلم أو كَلْم الكفاح
علِّل النفس برَيْحان وراح ... وأطِع ساقيها واعص اللواح
وأدِر حمراء يسْري لطفُها ... سُكْرُها من شمسها في كل صاح
لا يغُرّنّك منها خجل ... إنّما تبديه عن خدّ وَقاح
واعْلُها بالماء تعلم منهما ... أنّ بين الماء والنار اصطلاح
وإذا الخمر حماها صِرفها ... ترك المزج حِماها مستباح
خلني أفني شبابي مرِحاً ... لا يُرَدُّ المُهْر عن طبع المراح
وانتظر للحِلم مني كرّة ... كم فساد كان عقباه صلاح
فالقضيب اهتزّ والبدر بدا ... والكثيب ارتجّ والعنبر فاح
والثريّا رجع الجوّ بها ... كابن ماء ضم للوكر جناح
فكأنّ الغرب منها ناشق ... باقة من ياسمين أو أقاح