هدانا إليها شذا قَهوة ... تُذيع لأنفك أسرارها

فما فاز بالمسك إلا امرُؤ ... تيمّم دارينَ أو دارها

طرحتُ بميزانها دِرْهمي ... فأجرت من الدّنِّ دينارها

وقد سكّنت حركاتِ الأسى ... قيانٌ تحرّك أوتارها

فهذي تغازل لي عودها ... وتلك تقبّل مِزْمارها

وراقصة لقطَتْ رجلها ... حساب يد نقَرتْ طارها

وساقية زرّرت كفّها ... على عنق الظبي أزرارها

تدير بياقوتة درّة ... فتغمس في مائها نارها

وقُضْب من الشمع مصفرّة ... تريك من النور نوّارها

تقلّ الدياجي على رأسها ... فتهتك بالنّور أستارها

كأنا نسلّط آجالها ... عليها فتمحق أعمارها

ومنها:

ذكرت صِقِليّةً والمنى ... تهيّج للنفس أوطارها

فإن كنت أخرجت من جنّة ... فإني أحدّث أخبارها

وقال:

طرَقَتْ والليل ممدود الجناح ... مرحباً بالشمس من غير صباح

سلّم الإيماء عنها خجلاً ... أوَ ما كان لها النطق مباح

غادة تحمل في أجفانها ... مرضاً فيه منيّات الصِّحاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015