وقال:
قم هاتها من كف ذات الوِشاح ... فقد نعى الليل بشير الصباح
من قبل أن ترشف شمس الضحى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح
واحْلُل عرى نومك عن مقلة ... تمقل أجفاناً مِراضاً صحاح
وقال من أبيات:
زادت على كُحُل العيون تكحّلاً ... ويُسَمّ نِصْل السهم وهو قتول
وقال أبو الصّلت في الحديقة لم أسمع في اجتماع الكحل والكحل أحسن من هذا البيت. وقال:
لو كنت زائرتي لراعك منظري ... فرأيت بي ما يصنع التفريق
ولحال من دمعي وحَرّ تنفسي ... بيني وبينك لُجّة وحريق
وقال مما أورده أبو الصّلت في الحديقة:
تخالفت النّيّات يوم تحمّلوا ... فرَكْب الى شرق وركب الى غرب
وما قُدَّ قَدُّ السير بالسير بينهم ... ولكنّما المنقَدّ بينهم قلبي
وقال:
قضت في الصِّبا النفس أوطارها ... فأعقبها الشيب إنذارها
نعم وأُجيلت قداح النوى ... عليها فقَسّمن أعشارها
وراهبة غلقت دَيْرها ... فكنّا مع الليل زوّارها