وقال:

حمراء نازعت الرياح رداءها ... وهْناً وزاحمت السماء بمَنْكِب

ضربت سماء في دخان فوقها ... لم تدر فيها شُعلة من كوكب

وتنفّست من كلّ لفحة جمرة ... باتت لها ريح الجَنوب بمرقب

تذكو وراء رمادها فكأنّها ... شقراء تمرح في عَجاج أكهب

والليل قد ولّى يقلّص برده ... كرّاً ويسحب ذيله في المغرب

وكأنّما نجم الثّريا سحرة ... كفّ تمسح عن معاطف أشهب

وقال في الأخذ بالجدّ والهزل:

إنّي وإن كنت هضْبة جلَداً ... أهتزّ للحسن لوعة غُصُنا

قسوت بأساً ولنت مكرمة ... لم ألتزم حالة ولا سنَنا

لست أحب العهود في رجل ... تحسبه في خموده وثنا

لم يكحَل السُّهد جفنه كلَفاً ... ولا طوى جسمه الغرام ضنى

فلي فؤاد أرقّ من ظُبَة ... يأبى الدّنايا ويعشق الحسَنا

طوراً مُنيب وتارة غزِلٌ ... يبكي الخطايا ويندُب الدِّمَنا

تحمّل الى قبر الغريب مزادة ... من الدمع تندى حيث سرت وتَنْضَح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015