فها أنا لا نفس يخفّ بها الفتى ... فيلهى ولا سمع تطور به بشرى
أقلّب جفناً لا يجفّ فكلّما ... تأوّهت من شكوى تأمّلت في شَكْرى
وإنّي إذا ما شقاني لحمامة ... رنين وهزّتني لبارقة ذكرى
لأجمع بين الماء والنار لوعة ... فمن مقلة ريّا ومن كبد حرّى
وقد خفّ خطب الشيب في جانب الرّدى ... فصارت به صُغْرى التي كانت الكبرى
وقال يستطيل الليل:
يا ليل وجد بنجد ... أما لطيفك مسرى
وم لدمعي طليقاً ... وأنجم الليل أسرى
وقد طمى بحر ليل ... لم يُعْقِب المدّ جزرا
لا يعبر الطّرْف منه ... غير المجرة جسرا
وقال في الشقيق:
يا حبّذا والبدر يزحف بكرة ... جيشاً حريق دونه ورحيق
حتى إذا ولّى وأسلم عَنْوَة ... ما شئت من سهل وذِرْوَة نيق
أخذ الربيع عليه كل ثنيّة ... فبكلّ مرقبة لواء شقيق