وتولى أعماله مع مقامه في بيت من المدرسة، ولم يزل لهجاً باستفادة العلوم المقتبسة.
وهو من تلامذة شيخي شرف الدين، يوسف، الدمشقي، رحمه الله، في الفقه.
حسن السمت، متكلف للصمت وضيء الوجه.
ولما توفي الوزير، اعتقل أشهراً بالديوان، مثلي، وخلي سبيله قبلي، وتنقلت به الأحوال، إلى أن عدم في الأشغال، الأكفاء والأمثال، فولاه أمير المؤمنين المستنجد صاحب الخبر مع حاجب الباب، ومزجت له حلاوة الشهد بمرارة الصاب.
ومن جملة غلطاته في مكاتباته: أن أمير المؤمنين أمر بضرب بعض النصارى، لذنب اجترحه واجترمه، وذنب اقترفه وقدمه، فكتب في مطالعته: عوقب وعوتب. يعني: أنه لم يوجع ضرباً، ولم يرع سرباً، فإنه من كتاب السيدة. فلما وقف الإمام على هذا التجنيس غاظه، وكرر مراراً - على سبيل الاستثقال - ألفاظه، وخرج توقيعه بضربه، فضرب ورد إلى مكانه في ولايته وما نكب.