وأنشدني أيضاً، قال: أنشدني في جارية، دخلت عليه يوم الكسوف في لباس أسود:
عاينتُ في حُلَل السَّوادِ خَرِيدَةً ... مثلَ القَضيبِ المائدِ المَيّاسِ
قلتُ اسْلَمي ماذا اللباسُ وغيرُه ... أَدنى إلى الإِبهاجِ والإيناسِ
قالت فهذي الشَّمسُ أُختي عُوجِلت ... بالافتضاح على رؤوسِ النّاسِ
طلَعتْ فشاكلتِ الضِيّاءَ بطلعتي ... ودَجَتْ فشاكلتِ الدُّجَى بلباسي
وأنشدني في منزلي ببغداد، رابع ربيع الأول سنة سبع وخمسين وخمس مئة، قال: أنشدني ابن بابي لنفسه، في جارية له، اسمها فتون، افتضت، فحبلت:
عذرُ فُتونٍ عندَ تسويرِها ... ذِروتَها مستطرَفُ الشَّرْحِ
قالت كأنِّي شُلْتُ رِجلي له ... أو مكّن الكبش من النَّطْحِ
إلا وقد دافعتُ حتّى رمى ... بنفسه في ظُلمة الْجِنْحِ
من دَكَّة الخَيْشِ إلى أسفلٍ ... فصِرتُ تحتَ التّنك والطّرحِ