ولما وليت الأعمال الوزيرية استقلالاً، زدته إِجلالاً، ولم أر لحقه إخلالاً. فكتب إلي، وأنا بواسط، لتهديب الأعمال هناك، وكنت قد صعَدت من الهُماميّة، وذلك في سنة أربع وخمسين وخمس مئة:

يا راكباً يَطْوي البلاد بجَسْرَة ... يُدني البعيدَ ذَمِيلهُا ووَجِيفُها

ضَمِنتْ مناجاةَ المُنَى بنَجائها ... فغدت وسائقُها الرَّفيقُ عَنِيفُها

خَفَّتْ وما ألوتْ على وادي اللِوى ... في حاجةٍ حَمَلَ الثَّقِيلَ خفيفُها

يسمو إلى نيل الغِنَى بعزيمة ... مِن دُونها عالي الذُّرا ومُنِيفُها

إِرْبَعْ على رَبْع العزيزِ فإِنّه ... ربُّ الأَيادي السَابغاتِ حليفُها

واعمَدْ عِمادَ الدِّين بالأمل الذّي ... لك واغْنَ عن أرض تَظَلُّ تطوفُها

من دَوْحَة العلياء غصنُ نوالِها ... غضٌّ ودانيةٌ عليك قُطوفُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015