وكدَّرْتُمُ بالهجر صفوَ عقيدةٍ ... يُصانُ بها سرُّ الوِدادِ ويُحفَظُ
وما كان عهدٌ صحَّ بالسِرِّ عَقْدُه ... لِيُلغى بأقوال الوُشاة ويُلفَظُ
تُخاتِلُني الأيّامُ فيكم خديعةً ... ولم تَدْرِ أَنّي الحازمُ المتيقِّظُ
وكيف الْتفاتي عن ذَراكم وناظري ... إليكم وإن شطَت بيَ الدّار يلحظ
وكم كادني الأعداءُ فيكم وسدَّدُوا ... سِهاماً إلى قصدي تُراشُ وتُرعَظُ
حِفاظي لكم مستيقظٌ غيرُ نائم ... وإن كان حظّي نائماً ليس يُوقَظُ
تُهَجِّرُنِي الأطماعُ فيكم فأنثني ... بظلّ الأمَاني دائماً أتَيَقَّظُ
فلا تتخالَجْكم ظنونٌ فإِنّني ... بغيركُمُ في النّاس لا أَتَلَمَّظُ
وأنشدني له بالهمامية في أواخر جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة، في غرض له، يعرض بعامل ظلمه: