فضائله كثيرة، وشمائله كالخمائل منورة منيرة، ففرق بيننا الدهر طارق الصرف، حتى تجرعت صِرف الصرف وعزلي، وإن كان في هذا الوقت أعز لي، غير أنه باعد بيني وبين أصدقائي في عملي.

فنسأل الله العفو والعافية، والعيشة الصافية، والمعيشة الكافية، والتوفيق للموافقة، في المرافقة، والصدق في المصادقة.

ثم سافرت إلى الشام، فنعي إلي في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

وسأخرج عقوداً من لآلئ الكمال، ونقوداً له لا تبهرج على محك الرجال، وقلائد، تود الترائب بها توشح، وفرائد، بمياه الفوائد ترشح.

أنشدني لنفسه كلمة في نظم الجمان، يعاتب فيها رئيس الهمامية أبا السعود بن مروان، وهي سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، رحمه الله تعالى:

شكا مجدكم ما نالني من جفائكم ... فأوسعكم عَتْباً به الدَّهر يلفظُ

وظلَّت عُلاكم تنتحي بملامة ... عليكم وبعضُ اللوم للحُرّ أوعظُ

أَبَحْتُم حِمى سَرْحي ذِئاباً ضَرِيَّةً ... تَعاوَى فَهّلا كان منكم تحفُّظُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015