وما زارَ منّي الطَّيْفُ إلا حُشاشةً ... براها النَّوَى والقربُ والوصلُ والهجرُ

وباتت تجلّى لي مَعانٍ يَزْفُّها ... إليَّ الكَرَى والذّكرُ والشَّوقُ والفكرُ

وأصبح عندي خفّة ظَنَّ صحبتي ... وقد أنكروا أَشراطَها أَنَّها ذُعْرُ

ويُقسِم لي عمرو وقد شَمَّ مِطْرَفي ... لقد بات في دارِينَ أو مَسَّه عِطرُ

نَعَمْ أودعته الطِّيب كيف تولَّعت ... بأهدابه في آخرِ الليل يا عمرو

يخاف النَّوَى بالحلف قلبي صَبابةً ... ويَنْفِرُ رُعباً كلَّما رَمَلَ السَّفْرُ

رمى الوفدُ أفرادَ الجِمار وقد رمى ... جنوناً بِلَيْلَى حَرَّ أحشائيَ الجمرُ

وحَجُّوا وحجّت كعبة الحسن همّتي ... فهل لذنوبي عندَها في الهوى غَفْرُ

ألا هل مُجيرٌ من ضَنَى أُمِّ سالم ... وما عُذْتُ إلا حينَ أسلمني الصَّبرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015