وأهدى إلي ولده كُراسة بخط والده من شعره، ورواه لي وفيها: له وأنشدني أيضاً علي العبدي عنه:
سقانيَ برداً صدَّعَ الثَّغْرَ بردُه ... وأودعَ قلبي حينَ صافحه جمرا
فَبِتُّ أرى عمري الّذي فاتَ ليلةً ... وليلةَ وَصلي في زيارته عُمرا
فلو مات سكراناً من الرِّيق عاشقٌ ... لَمْتُّ وقد أسرفتُ من ريقه سكرا
فيا ليلُ طُلْ لي قد ظفِرتُ بمُنْيَتي ... ويا صبحُ لا تبعَثْ إلى ليلتي فجرا
وأنشداني من قصيدة طويلة وكتبها بخطه:
حِدْ ولُمْنِي يا عاذلي مثلَ وَجْدي ... أو تَرفَّقْ فليس عَذْلٌ بمُجْدِ
لا تَكِدْ لي فالعينُ عيني إذا أَس ... خَنْتُها بالبكاء والكِبْدُ كِبْدي
لم يضمَّنْ قلبي وقد مزج الشو ... قُ دموعي في رَبْع سُعْدَى بسَعْدِ
أَسْبِل الدَّمْعَ مَسْقَطَ العِقْدِ بالسِّق ... طِ وَأبْرِدْه في مَجَرّ البُرْدِ