ترحَّلْتُ عن بغدادَ أَشكُرُ فضلَه ... وإحسانَه شكراً يَزِيدُ على الحَدِّ
سأشكُره شكراً يفوحُ ثناؤه ... فتَلْحَظُه يُوفِي على المسك والنَّدِّ
تَلافَ عمادَ الدِّينِ إصلاحَ ما مضى ... ولاتَكُ ممّن لا يُعِيدُ ولا يُبْدي
فبيتُك معروفٌ وفعلُك صالحٌ ... وعِرضُك موفورٌ عن الذَّمّ بالحمدِ
فكتبت جوابها إليه ارتجالاً، فأنفذته إليه:
أُعيذُك يا ذا الفضلِ ممّا يَشِينُهُ ... وذا المجدِ ممَا لا يَليقُ بذي المجدِ
تُفَرِّدُنِي بالعتب دونَ عِصابةٍ ... تَفَرَّدُ عنّي بالإِجابةِ والرَّدِّ
ومن نائباتِ الدَّهرِ أَنِّيَ نائبٌ ... وما لي يدٌ في حَلِّ أمر ولا عَقْدِ
إذا لم يكن يوماً لَدَى البأسِ لي يَدٌ ... فلا حَمَلَتْ كَفّي لمَكْرُمةٍ زَنْدي
وإِن لم أكن أَقضي حقوقَ ذوي النُّهَى ... فمن ذا الَّذي يَقْضي حقوقَهُمُ بعدي