وغدوتُ ذا حزنٍ بفضلٍ مُطربٍ ... غيري، فكنتُ كمنعِم لم ينعمِ

واستهونَ القومُ المقالَ سفاهةً ... فالفضلُ للسَّكَّيتِ لا المتكلّمِ

ونَدِمْتُ للعمر المُقَضَّى عندَه ... فَلكادَ يَقْضي بالحِمام تندّمي

همٌّ ثوى بينَ الضّلوعِ مُبَرِّحٌ ... لولا الوزيرُ وفضلُهُ لم يُنْجِمِ

ومنها في وصف الخائف الطريد اللاجيء إلى الممدوح:

ومشرّدٍ ينزو به فَرَقُ الرَّدى ... نَزْوَ المُدامةِ بالنَّزيفِ المُفَعمِ

جمّ الظّنون يكادُ يدرَأ خوفُهُ ... محضَ اليقين إذا بدا بتوهمِ

رسبت به السُّدَفُ الضِّخام كأنّه ... صلدٌ توّغل لُجَّ يمٍّ خِضْرِمِ

يأوي لتعريسٍ، فيبعَثُ رجلَه ... مرُّ النّسيم على المكان المُريمِ

يقول: إنه لتوهم خوفه يبطل يقين الأمن عنده، وإذا أراد التعريس، بعث رجله، أي عداه، مرور النسيم على الرتم، وهو نبت ضعيف، فيخيل له أن صوت ضعيف الريح على ضعيف النبت، طارق من عدو.

نَسعَ المطيّةَ، والرَّسِيم لحِذْرِهِ ... بحجارة المَعْزاء كالمتبّغمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015