تنفّستُ حّتى قال صحبي: ضريمةٌ ... من النّارِ هاجتها رياحُ المشارِق

أهجراً وما أضمرتُ غدرا، ولا سَرى ... مشَيبيَ في ليلِ الشّبابِ الغُرانِق

إذنْ فوِصالُ الغانياتِ نقيصةٌ ... أمَحَّتْ فما فيها اعتصامٌ لواثق

ذرِ الدّمعَ يجري مُسْتّهلا، فما الهوى ... بِدانٍ، ولا وعدُ الحِسانِ بصادق

وإنّ وراءَ الحبِّ حِبّاً وصالُهُ ... مَجالُ المَذاِكي في دماءِ المَواذقِ

منعتُ القِرى إنْ لم أنُدْها عوابسا ... تُثيرُ عجاجَ المأزقِ المتضايقِ

خوارجَ من ليل الغُبار، كأنّها ... رُجومُ نُجومٍ أو سِهامُ مُراشقِ

تَجانَفُ عن ورِدْ الفلاةِ ظميئةً ... فلا وِرْدَ إّلا من دماءِ الفيالق

يُعيدُ عليها الكَرَّ كلُّ مُجاهرٍ ... بأخذِ العلى والمجدِ غيرِ مُسارق

رجالٌ نبتْ أغمادُهم بسيوفهمْ ... فعاجوا على إغمادها في العواتقِ

يَزينون ما أبقى الطِّعانُ من القَنا ... لهم برؤوس الصَّيدِ لا بالبيارِقِ

أرُوعُ به ضبحاً ظهيرةَ يومه ... تعصّبَ تاجٍ واحتلالَ سُرادِقِ

دعوتُ تَميماً والرّجال بعيدة ... وقد ضِقتُ ذَرْعا بالخطوبِ الطّوارقِ

فقام بنصري من قُرَيْشٍ مُمَجَّدٌ ... شديدُ مَضاءِ البأس سهلُ الخلائق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015