إذا رحَلُوا عن منزلٍ، غادروا به ... مِهاجا لمشتاقٍ وِطيباً لناشقِ

وفوقَ الحَوايا كلُّ غيداءَ، دُونها ... حميّةُ غيرانٍ ولوعةُ عاشقِ

سَحَبْنَ فُضولَ الرَّيْطِ صَوناً كأنّما ... خِفافُ المطايا من شعورِ المفارقِ

يعني: أضفين الملابس حتى سوين من الصون بين أخفاف إبلهن وبين شعور مفارقهن.

وأعرضُ عن زَجْرِ الحُداةِ تحرُّجا ... عن النّظمِ في ذكرى مَشُوقٍ وشائقِ

توّهمتُ حِلمي بَعْدَهُنَّ سَفاهةً ... وخِلْتُ أناتي خِفّةَ المُتَنازِقِ

وعهدي بنا والدَّارُ قربٌ لشاحِطٍ ... ووصلٌ لمهجورٍ ووُدٌّ لوامقِ

ومُرتَبَعُ الحيِّ الجميعِ من الحِمى ... رياضُ العَوالي في رياضِ المَبارقِ

مَجامعُ أيسارٍ، ومَوْقِفُ سُمَّرٍ، ... ومَطْعَنُ فُرسانٍ، وشاراتُ راشقِ

ومَبْرَكُ أنْضاءٍ، ومُلْقَى سوابغٍ، ... ومَسْحَبُ أرماحٍ، ومُنْضَى سوابقِ

فلمّا دعا داعي النَّوَى واستخفّنا ... تجاوُبُ غربانِ الفراقِ النّواعقِ

ظَلِلْتُ أداري دمع عينٍ قريحةٍ ... أبَي الوَجْدُ إلا أن تجودَ بدافقِ

كأنّ إهابي مُشْعِرٌ جَبَريّةً ... غَداةَ سَرتْ ظُعْنُ الخليطِ المفارقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015