كتائبُهُ كُتْبُهُ في العِدَا ... وأقلامُهُ كالقنا الذابل

إذا ما استمدَّ أتاك اليَرَاعُ ... بمَدِّ بلاغتِهِ الهاطل

ترى البَرْقَ في جَرْي أقلامِهِ ... كما الوبلُ في جُودِهِ الهامل

تظاهَر بالحقِّ في حُكْمِه ... ويأْنَفُ من باطنِ الباطل

وله من قصيدة أولها:

أَطَلْتَ من اللَّوْمِ المُرَدَّدِ والعَذْلِ ... عليَّ وإِنِّي في الغرامِ لَفِي شُغْلِ

فما الحبُّ إلا النارُ والعَذْلُ عنده ... هواءٌ به يزدادُ في قُوَّةِ الفِعْلِ

رَضِيتُ بسُلطانِ الهوَى مُتَسَلِّطاً ... عَلَى مُهْجَتي في الحكْمِ بالجَوْرِ لا العَدْلِ

بِقَلْبيَ سَهْمٌ لا بِقَلْبِكَ صائبٌ ... رُمِيْتُ به عن سِحْرِ أَعيُنِها النُّجْل

تَنامُ خليَّ الحالِ مما يُحِسُّهُ ... شَجٍ كُحِلَت عيناهُ بالسُّهْدِ لا الكُحْل

ومنها:

وإِنَّ غَزَالاً كالغزالةِ وَجْهُهُ ... ضعيفُ القوى يَسْطُو بليثٍ أَبي شِبْل

ومَنْ خَصْرُهُ المهضومُ كَيْفَ مع الضَّنَا ... ينوءُ بِرِدْفٍ باهظٍ حَمْلُهُ عَبْلِ

وفي خدِّهِ نارٌ وَمَاءُ شبيبةٍ ... وما اجتمع الضدانِ إِلاَّ عَلَى قَتْلي

ومشمولةٍ سُقِّيتُهَا من رُضَابِهِ ... وما لي سوى تقبيل خَدَّيْهِ من نُقْل

فمن شفتيه كأسُها وحَبابُها ... يَرى عِقْدَ ثَغْرٍ عِقْدُهُ غيرُ مُنْحَلِّ

ومنها:

وإني وإن شَبَّبْتُ لا عَنْ شبيبةٍ ... فمَذْهَبُ قومٍِ في القريضِ مَضَوْا قَبْلِي

أَأُخْطِىءُ في قَصْدي وأَخْطُو لِصَبْوَةٍ ... وجامعةُ الستين قد جَمَعتْ رجلي

ومنها يصف بستاناً وبركة وسواقي:

كأنّ خرير الماءِ في جَنَباتِه ... أَنينٌ لمهجورٍ يَحِنُّ إلى وَصْلِ

جَدَاوِلُهُ تَجْري عُيُوناً كأنّها ... نُصُولُ سيوفٍ لامعاتٌ من الصَّقْل

ومنها:

وفوقَ قوامِ الغُصْنِ طيرٌ لهَزِّهِ ... على أَلِفٍ للقَطْعِ ثُبِّتَ لا الوَصْلِ

وقد غَرَّدَتْ أطيارُهُ فكأَنَّها ... قيانٌ تَطارَحْنَ الغناءَ على مَهْل

وطابقها الدولابُ في حُسْنِ زَمْرِهِ ... مطابقةَ الشكلِ الملائمِ للشكل

وأظهرتِ الأسحارُ سرَّ نسيمها ... بوَسْوَسَةٍ كالخَ " ِّ يُعْرَفُ بالشكل

فلذَّ لنا ذاك النسيمُ كأنَّه ... سِرَارٌ تَهادَاهُ الأحِبَّةُ بالرُّسُل

وله

إِنْ تَمَادَى الهِجْرَانُ منك اتِّصالا ... صَيَّلاَ الحُبَّ بيننا ذا انفصالِ

وصَدودُ الدَّلالِ إن زادَ أَفْضَى ... بك عندي إلى صُدودِ المَلاَلِ

واعتقادي أنْ لوْ صَبَرْت قليلاً ... فَرَّقَتْ بيننا صروفُ الليالي

وله مما ينقش على سكين:

إذا مَلَكَتْنِيَ كفُّ الفَتَى ... فما السيفُ والأسمرُ الذابلُ

وأَفْتَكُ مِنِّي العيونُ التي ... تُعَلَّمُ من سِحْرِها بابلُ

له من قصيدة:

شكوت لها نَهْدَين في الصدرِ باعَدَا ... مُعانِقَها عن ضَمِّهِ وَهْوَ مُغْرَمُ

ولو مَلَكَتْ أَمْرًا لما كانَ خَصْرُها ... على ضَعْفِه من رِدْفِها يَتَظَلَّمُ

وله في أثناء كتاب كتبه إلى بعض أصدقائه:

أَظُنُّهُما قد صافَحَا وَرْدَ خَدِّهِ ... ومَرَّا على تلْك السوالفِ واللَّمَى

وإلاَّ غرامي فيهما وصَبابتي ... وكثرة تقبيلي هُمَا دائماً لِمَا

وله من قصيدة أولها شكوى:

لا تُطِيلي على الرحيلِ مَلاَمِي ... فلأَمْرٍ إمْرٍ كَرِهْتُ مُقامي

أيُّ خيرٍ في بلدةٍ يستوي ذو ... النقصِ فيها بفاضلِ الأَقوامِ

منها:

ضاعَ سَعْيِي وما أَفَدْتُ من الآ ... دابِ فيما مَضَى من الأعوَامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015