إلى الْمَلِكِ الْجَعْدِ الْجزيلِ عَطاؤُهُ ... إلى الْقَمَرِ السَّعْدِ الْجميلِ مُحَيَّاهُ
إلى رَبْعِ عَمّارِ بْنِ عَمّارٍ الَّذي ... تَكَفَّلَ أَرْزاقَ الْعِبادِ بِجَدْواهُ
وَلَمّا بَلَغْناهُ بَلَغْنا بِه الْمُنى ... وَشِيْكاً وَأَعْطَيْناه الْغِنى مِنْ عَطاياهُ
فَتىً لَمْ نَمِلْ يَوْماً بِرُكْنِ سَماحِهِ ... عَلَى حَدَثانِ الدَّهْرِ إلاّ هَدَمْناهُ
مِنَ الْقَوْمِ ياما أَمْنَعَ الْجارَ بَيْنَهُمْوَأَحْلى مَذاقَ الْعَيْشِ فِيْهِمْ وَأَمْراهُ
وَأَصْفى حَياةً عِنْدَهُمْ وَأَرَقَّها ... وَأَبْرَدَ ظِلاًّ في ذَراهُمْ وَأَنْداهُ
أَغَرُّ صَبيحٌ عِرْضُهُ وَجَبينُهُ ... كَأَنَّهُما أَفْعالُهُ وَسَجاياهُ
لَكَ الّلهُ ما أَغْراكَ بالْجودِ هِمَّةً ... سُروراً بما تَحْبُو كأَنَّكَ تُحْباهُ
دَعَوْنا رَقُودَ الْحَظِّ باسْمِكَ دَعْوَةً ... فَهَبَّ كَأَنّا مِنْ عِقالٍ نَشَطْناهُ
وَجُدْتَ فَأَثْنَيْنا بِحَمْدِكَ إِنَّهُ ... ذِمامٌ بِحُكْمِ الْمَكْرُماتِ قَضَيْناهُ
مَكارِمُ أَدَّبْنَ الزَّمانَ فَقَدْ غَدا ... بها مُقْلِعاً عَمّا جَنى وَتَحَبّاهُ
أَيَاً مَنْ أَذالَ الدَّهْرُ حَمْدي فَصانَهُوَفَلَّصَ ظِلَّ الْعَيْشِ عَنّي فَأَضْفاهُ
وَعَلَّمَني كَيْفَ الْمَطالِبُ جُودُهُ ... وَما كُنْتُ أَدْري ما الْمَطالِبُ لَوْلاهُ
لَأَنْتَ الَّذي أَغْنَيْتَني وَحَميْتَني ... لَياليَ لا مالٌ لَدَيَّ وَلا جاهُ
أَنَلْتَنيَ الْقَدْرَ الَّذي كُنْتُ أَرْتَجيوَأَمَّنْتَني الْخَطْبَ الَّذي كُنْتُ أَخْشاهُ
وَأَمْضَيْتَ عَضْباً مِنْ لِسانيَ بَعْدَما ... عَمِرْتُ وَحَدَّاهُ سَواءٌ وَصَفْحَاءُ
وَسَرْبَلْتَني بالْعِزَّ حَتّى تَرَكْتَني ... بِحَيْثُ يرَاني الدَّهْرُ كُفْؤاً وَإيّاهُ
فَدُونَكَ ذا الْحمدَ الَّذي جَلَّ لَفْظُهُوَدَقَّ عَلَى الأَفْهامِ في الْفَضْلِ مَعْناهُ
فَلا طُلَّ إِلاّ مِنْ حِبائِكَ رَوْضُهُ ... وَلا باتَ إِلاّ في فِنائِكَ مَأْواهُ
وقصيدته في أخيه جلال الملك علي بن محمد بن عمارٍ، يكاد يذهب له فيها بالألباب، وتعيد إلى الشيخ الفاني عهد الشباب، وفيها مدائح، لم تدرك شأوها القرائح، وهي:
أُمَنّي النَّفْسَ وَصْلاً مِنْ سُعادِ ... وَأَيْنَ مِنّ المُنْى دَرْكُ الْمُرادِ؟
وَكَيْفَ يَصِحُّ وَصْلٌ مِنْ خَليلٍ ... إذا ما كَانَض مُعْتَلَّ الْوِدادِ
تَمادى في الْقَطِيعَةِ لا لُجْرمٍ ... وَأَجْفى الهْاجِرينَ ذَوُو التمَّادي
يُفَرِّقُ بَيْنَ قَلْبِيَ وَالتَّأَسّي ... وَيَجْمَعُ بَيْنَ طَرْفِيَ وَالسُّهادِ
وَلَوْ بَذَلَ الْيَسيرَ لَبَلَّ شَوْقي ... وَقَدْ يَرْوى الظِّماءُ مِنَ الثِّمادِ
أَمَلٌّ مَخَافَةَ الإْمْلالِ قُرْبي ... وَبَعْضُ الْقُرْبِ أَجْلَبُ لِلْبِعادِ
وَعِندي لِلأحِبَّةِ كُلُّ جَفْنٍ ... طَليقِ الدَّمِع مَأْسُورِ الرُّقادِ
فَلا تَغْرَ الْحَوادِثُ بي فَحَسْءبي ... جَفاؤُكُمُ مِنَ النُّوَبِ الشِّدادِش
إذا ما النّارُ كانَ لهَا اضْطِرامٌ ... فمَا الدّاعي إلى قَدْحِ الزِّنادِ؟
أَرَى الْبِيضَ الْحِدادَ سَتَقْتَضيني ... نُزُوعاً عَنْ هَوَى الْبِيضِ الْخِرادِ
فما دَمْعي علىَ الأَطْلالِ وَقْفٌ ... وَلا قَلْبي مَعَ الُّظعْنِ الْغَوادي
ولا أبْقى جَلالُ الْمُلْكِ يَوْماً ... لِغَيْرِ هَواهُ حُكْماً في فُؤادي
أُحِبُّ مَكارِمَ الأَخْلاقِ مِنْهُ ... وَأَعْشَقُُ دَوْلَةَ الْمَلكِ الْجَوادِ
رَجَوْتُ فمَا تَجاوَزَهُ رَجائي ... وَكانَ الْماءُ غايَةً كُلِّ صادِ