خَوامِسَ حَلّاها عَنِ الْوِرْدِ مَطْلَبٌ ... بَعيدٌ على الْبُزْلِ الَمصاعِيبِ مَرْماهُ
هَوًى كُلَّما عادَتْ مِنَ الشَّرْقِ نَفْحَةٌأَعادَلِيَ الشَّوْقَ الَّذي كَانَ أَبْداهُ
وَما شَعَفي بالرّيحِ إلاّ لأِنَّضها ... تَمُرُّ بِحَيّ دُونَ رامَةَ مَثْواهُ
أُحِبُّ ثَرى الْوادي الَّذي بانَ أَهْلُهُوَأَصْبُو إلى الرَّبْعِ الَّذي مَحَّ مَغْناهُ
فَما وَجَدَ النِّضْوُ الطَّليحُ بِمَنْزِلٍ ... رَأَى وِرْدَهُ في ساحَتَيْهِ وَمَرْعاهُ
كَوَجْديِ بِأَطْلالِ الدِّيارِ وَإنْ مَضى ... عَلَى رَسْمِها كَرُّ الْعُصورِ فَأَبْلاهُ
دَوارِسَ عَفَّاها النُّحولُ كَأَنَّما ... وَجَدْنَ بِكُمْ بَعْدَ النَّوى ما وَجَدْناهُ
أَلاَ حَبَّذا عَهْدُ الْكَثيبِ وَناعِمٌ ... مِنَ الْعَيْشِ مَجْرُورُ الذُّيولِ لَبِسْناهُ
لَيِاليَ عاطَتْنا الصَّبابَةُ دَرَّها ... فَلَمْ يَبْقَ مِنْها مَنْهَلٌ ما وَرَدْناهُ
وَلِلّهِ وادٍ دُونَ مَيْثاءِ حاجِرٍ ... يَصِحُّ إذا اعْتَلَّ النَّسيمُ خُزاماهُ
أُناشِدُ أَرْواحَ الْعَشِيَّاتِ كُلَّما ... نَسَبْنَ إلى رَيَّا الأَحِبَّةِ رَيَّاهُ
أَناشَتْ عَرارَ الرَّمْلِ أَمْ صافَحَتْ ثَرًى ... أَغَذَّ بهِ ذاكَ الْفَريقُ مَطاياهُ
خَليَليَّض قَدْ هَبَّ اشْتِياقي هُبُوبُها ... حُسوماً فَهَلْ مِنْ زَوْرَةٍ تَتَلافاهُ؟
أَعِينا عَلَى وَجْدي فَلَيْسَ بِنافعٍ ... إِخاؤُكُما خِلاًّ إذا لَمْ تُعيناهُ
أَمَا سُبَّةٌ أَنْ تَخْذُلا ذَا صَبابَةٍدَعا وَجْدَهُ الشَّوْقُ الْقَديمُ فَلَبَّاهُ؟
وَأَكْمَدُ مَحْزونٍ وَأَوْجَعُ مُمْرَضٍ ... مِنَ الْوَجْدِ شاكٍ لَيْسَ تُسْمَعُ شَكْواهُ
شَرى لُبَّهُ خَبْلُ السَّقامِ وَباعَهُ ... وَأَرْخَصَهُ سَوْمُ الْغَرامِ وَأَغْلاهُ
وَبالْجِزْعِ حَيٌّ كُلَّما عَنَّ ذِكْرُهُمْ ... أَماتَ الْهَوى مِنّي فُؤاداً وَأَحْياهُ
تَمَنَيَّتْهُمُ بِالَّرْقَمَتْينِ وَدارُهُمْ ... بِوادي الْغَضا يا بُعْدَ ما أَتَمَنّاهُ
سَقى الْوابِلُ الرَّبْعِيُّ مَا حِلَ رَبْعِكُمْ ... وَراوَحَهُ ما شاءَ رَوْحٌ وَغاداهُ
وَجَرَّ عَلَيْهِ ذَيْلَهُ كُلُّ ماطِرٍ ... إذا ما مَشى في عاطِلِ التُّرْبِ حَلَّاهُ
وَما كُنْتُ لَوْلا أَنَّ دَمْعِي مِنْ دَمٍ ... لِأَحْمِلَ مَنّاً لِلسَّحابِ بِسُقْياهُ
عَلَى أَنَّ فَخْرَ الْمُلْكِ لِلأْرَضِ كافِلٌبِفَيْضِ نَدًى لا يَبْلُغُ الْقَطْرُ شَرْواهُ
بَصُرْتُ بِأُمّاتِ الْحَيا فَحَسِبْتُها ... أَنامَلُه إنَّ السَّحائِبَ أَشْباهُ
أَخُو الْحزْمِ ما فاجَاهُ خَطْبٌ فَكادَهُ ... وَذُو الْعَزْمِ ما عاناهُ أَمرٌ فَعَنّاهُ
وَساعٍ إلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّةٍ ... مِنَ الْمَجْدِ ما جاراهُ خَلْقٌ فَباراهُ
بِهِ رُدَّ نَحْوي فائِتٌ الْحظِّ راغِماًوَأَسْخَطَ فِيَّ الدَّهْرُ مَنْ كانَ أَرْضاهُ
تَحامَتْنِيَ الأَيّامُ عِنْدَ لِقائِه ... كَأَنّيِ فِيها بَأْسُهُ وَهْيَ أَعْداهُ
إِلَيْكَ رَحَلْتُ الْعِيسَ تَنْقُلُ وَقْرَها ... ثَناءً وَلِلْأَعلْى يُجَهَّزُ أَعْلاهُ
وَلا عُذْرَ لي إنْ رابنَي الدَّهْرُ بَعْدَماتَوَخَّتْكَ بي يا خَيْرَ مَا تَتَوَخَّاهُ
وَرَكْبٍ أَماطُوا الْهَمَّ عَنْهُمْ بِهِمَّةٍ ... سَواءٌ بها أَدْنى الْمَرامِ وَأَقْصاهُ
قَطَعْتُ بِهْم عَرْضَ الْفَلاةِ وَطالمَا ... رَمى مَقْتَلَ الْبَيْداءِ عَزْمي فَأَصْماهُ
وَسَيْرٍ كَإِيماضِ الْبُروقِ وَمَطْلَبٍ ... لَبِسْنا الدُّجى مِنْ دُوْنِه وَخَلَعْناهُ