وَإِنَّ مَحَلاً أُوْطِئَتْهُ جِيادُهُ ... لَحَقٌّ عَلَى الأَفْواِه تَقْبيلُ تُرْبِه

رَأَيْتُكَ بَيْنَ الْحَزمِ وَالْجُودِ قائِماًمَقامَ فَتى الْمَجْدِ الصَّميمِ وَنَدْبِهِ

فَمِنْ غِبِّ رَأْيٍ لا تُساءُ بِوِرْدِهِ ... وَمِنْ وِرْدِ جُودٍ لا تُسَرُّ بِغِبِّهِ

وَلَمَّا اسْتَطالَ الْخَطْبُ قَصَّرْتَ باعَهُفَعادَ وَجِدُّ الدَّهْرِ فيهِ كَلِعَبْهِ

وَما كانَ إلّا الْعَرَّ دَبَّ دَبيبُهُ ... فأَمَّنْتَ أَنْ تُعْدَى الصِّحاحُ بِجُرْبهِ

وَصَدْعاً مِنَ الْمُلْكِ اسْتَغاثَ بِكَ الْوَرىإلَيْهِ فما أَرْجَأْتَ في لَمِّ شَعْبِهِ

فَغاضَ أَتِيٌّ كُنْتَ خائِضَ غَمْرِهِ ... وَأَصْحَبَ خَطْبٌ كُنْتَ رائِضَ صَعْبِه

أوردت شعره، لزمني أو اورد شعر معاصريه، فيطول الكتاب.

فمن قلائد قصاد ابن الخياط فوائد فوائده، قصيدته في مدح عضبٍ الدولة أبق بن عبد الرزاق أمكير

حُبيتَ حَياءً في سَماحٍ كأَنَّهُ ... رَبيعٌ يَزينُ النَّوْرُ ناضِرَ عُشْبِه

وَأَكْثَرْتَ حُسّادَ الْعُفاةِ بِنائِلٍ ... مَتى ما يُغرِ يَوْماً عَلَى الْحَمِد يَسْبِهِ

مَناقِبُ يُنْسيكَ الْقَديمَ حَديثُها ... وَيَخْجَلُ صَدْرُ الدَّهْرِ فِيها بِعُقَبْهِ

لَئِنْ خَصَّ مِنْكَ الْفَخْرُ ساداتِ فُرْسِهلَقَدْ عَمَّ مِنْكَ الْجُودُ سائِرَ عُرْبِه

إذا ما هَزَزْتُ الدَّهْرَ باسْمِكَ مادِحاً ... تَثَنّى تَثَنِّي ناضِر الْعُودِ رَطْبهِ

وَإِنَّ زَماناً أَنْتَ مِنْ حَسَناتِهِ ... حَقيقٌ بأَنْ يَخْتالَ مِنْ فَرْطِ عُجْبِهِ

مَضى زَمَنٌ قَدْ كانَ بالْبُعْدِ مُذْنِباً ... وَحَسْبي بِهذا الْقُرْبِ عُذْرِاً لذَنْبِه

وَما كُنْتُ بَعْدَ الْبيْنِ إلاّ كَمُعْدِمٍتَذَكَّرَ عَهْدَ الرَّوْضِ أَيّامَ جَدْبهِ

وَعِنْدي عَلَى الْعِلّاتِ دَرُّ قَرائحٍ ... حَوى زُثبَدَ الأَشْعارِ ما خِضُ وَطْبِهِ

وَمَيْدانُ فِكْرٍ لا يُحازُ لَهُ مَدًى ... وَلا يَبْلُغُ الْإسهابُ غايَةَ سَهْبِه

يُصَرِّفُ فيهِ الْقَوْلَ فارِسُ مَنْطِقٍ ... بَصيرٌ بِإرْخاءِ الْعِنانِ وَجَذْبِه

وَغَرَّاءُ مَيَّزْتُ الطَّويلَ بِخَفْضِها ... فَطالَ عَلَى رَفْعِ الْكَلامِ وَنَصْبِه

مِنَ الزُّهْرِ لا يُلْفَيْنَ إلاّ كَواكِباً ... طَوالعَ في شَرْقِ الزَّمانِ وَغَرْبِه

حَوالِيَ مِنْ حُرِّ الشَّناءِ وَدُرِّهِ ... كَواسِيَ مِنْ وَشْيِ الْقَريضِ وَعَصْبِه

خَطَبْتَ فَلَمْ يَحْجُبْكَ عَنْها وَلِيُّها ... إذا رُدَّ عَنْها خاطِبٌ غَيْرَ خِطْبِه

ذَخَرْتُ لَكَ الَمْدحَ الشَّريفَ وَإنَّماعَلَى قَدْرِ فَضْلِ الزَّنْدِ قَيمَةُ قُلْبِه

فَجُدْهُ بِصَوْنٍ عَنْ سِواكَ وَحَسْبُهُمِنَ الصَّوْنِ أَنْ يُغْري السَّماحُ بِنَهْبِه

وقصيدته في مدح فخر الملك أبي علي عمار بن محمد بن عمارٍ بطرابلس، وهي درةٌ يتيمةٌ، ما لها في رقة غزلها قيمةٌ، بألفاظٍ يكثف عندها الهواء ومعانٍ تقف عليها الأهواء، وهي:

هَبُوا طَيْفَكم أَعْدي عَلَى النَّأْيِ مَسْراهُفَمَنْ لِمَشُوقٍ أَنْ يَهُوِّمَ جَفْناهُ

وَهْلْ يَهْتَدي طَيْفُ الْخَيالِ لِناحِلٍإذا السُّقْمُ عَنْ لَحْظِ الْعَوائدِ أَخْفاهُ

غِنًي في يَدِ الأَحْلامِ لا أَسْتَفيدُهُ ... وَدَيْنٌ عَلَى الأَيّامِ لا أَتَقاضاهُ

وَما كُلُّ مَسْلوبِ الرُّقادِ مُعادُهُ ... ومَا كُلُّ مَأْسورِ الْفُؤادِ مُفاداهُ

يَرى الصَّبْرَ مَحْمودَ الْعَواقِبِ مَعْشَرٌومَا كُلُّ صَبْرٍ يَحْمَدُ الَمْرءُ عُقْباهُ

لِيَ اللهُ مِنْ قَلْبٍ يُجَنُّ جُنونُهُ ... مَتى لاحَ بَرْقٌ بِالْقَريَنْينِ مَهْواهُ

أَحِنُّ إذا هَبَّتْ صَباً مُطْمَئِنَّةٌ ... حَنينَ رَذايا الرَّكْبِ أَوْشَكَ مَغْداهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015