أَحْبَبْتُكمْ ثم أَحْبَبْتُهم سِوايَ فيا ... لَله من جائِرٍ في حُكمهِ عادِ
وله:
يا للَرّجال لقدْ أُصيبَ مُمَنَّعٌ ... يَعْلُو عَلَى الْعَيْوقِ ذُروةُ مَجْدِه
إنْ قال أَوْفى بالمقالِ وإنْ سَطَا ... خِلْتَ البريَّةَ كلهَّا من جُنْدِه
فاعْجَبْ لمملوكٍ تَمَّلك مالكاً ... وارْثُوا لِمَوْلىً في الهوى مِنْ عَبْدِه
خرج من الواحد إلى الجمع في الخطاب وهذا جائز في الشعر.
وله:
عقَدَ القلوبَ بطَرْفه وَقَوامِهِ ... فأَنا الأَسيرُ بلَحظه وبقَدِّه
يا ناظِريه على جَفاه ناظِرا ... عن حافظٍ عَهْداً لِناقِضِ عَهْده
وله:
أَرى الشَّبيبةَ زارَتْني عَلَى وَجَلٍ ... ثم انثَنَتْ وأَتاني الشَّيْبُ مُتَّئِدا
ومنها:
كم زارَنا في سَوادِ اللَّيْلِ غانِيةٌ ... وراعَهُنَّ بَياضُ الصُّبْحِ حينَ بَدا
وله:
كمْ بالْكَثيبِ الْفرْدِ لي مِن أَهْيَفٍ ... بعَذابِ قلبي الْمُسْتَهامِ تَفَرَّدا
جَمَعَ الملاحَةَ والْخِيانَةَ في الهوى ... وَجَمْعُت فيِه تَحَرُّقاً وتَجلُّداً
وله:
إنْ كُنتَ واحِدَ ذا الْجَما ... لِ فإنَّني في الْحُزْنِ واحدْ
كُلٌّ يَبوحُ بِحُبِّهِ ... وأَنا كَتومُ الْحُبِّ جاحِدْ
وله من قصيدة:
حَفِظْنا عُهودَ الغانِياتِ ولم يكنْ ... لهنَّ على طولِ الزَّمانِ عُهودُ
ومنها:
دِمَشْقُ سَقاكِ اللهُ صَوْبَ غَمامَةٍ ... فما غائِبُ عنها لَدَىَّ رَشيدُ
عَسى مُسْعِدٌ لي أَن أَبِيتَ بأَرْضِها ... ألا إنَّني لَوْ صَحَّ لي لَسَعيدُ
قافية الذال وله:
أُعيذكُمْ مِنْ قَتْلِ مُضْنًي بِكُمْ ... مِنْكُمْ بكُمْ في الحُبِّ قدْ عاذا
وله:
مَطَرَتْ مدامِعُهُ عَلَى هِجرانِكُمْ ... وَبْلاً وكانت قبلَ ذاكَ رَذَاذا
قافية الراء وله:
أَخي كمْ أخٍ لي في هواكَ هَجَرْتُهُ ... ولم أَسْتَمِعْ منهُ مَقالَةَ زُورِ
فَزُرْ غَيْرَ مُزْوَرٍ ولا مُتَجَنِّبٍ ... لِتُنْقِذَني مِنْ لَوْعَتي وزَفيري
تُسامِرُ مَنْ تَهْواهُ نفْسُكَ في الدُّجى ... وذِكْرُكَ مِنْ دُونِ السَّمير سَميري
وله:
أَأَحْبابَنا شَطَّتْ بنا عنكُمُ الدّارُ ... وقلبي على بُعْدِ المَزارِ لكُمْ جارُ
وإنّي عَلى ما تَعْهدونَ مِنَ الهوى ... مُقيمٌ وفائي أَنصَفونّي أَوجاروا
وله:
ما أَحْسَنَ الصَّبْرَ ولكنِنَّي ... أَنْفَقْتُ فيهِ حاصِلَ الْعُمْرِ
فَلْيتَ دَهْري عاد لي مَرَّةً ... بِبَعْضِ عُمْرٍ ضاعَ في الصَّبْرِ
وله:
أَحْبابَنا والْهوى لا حُلْتُ بَعدَكُمُ ... عنِ الْعُهودِ ولا اسْتَهوانِيَ الْغِيَرُ
فإِنْ أَحِلْ بَخِلَتْ كَفِّي بما مَلَكَتْ ... ولا أَجَبْتُ النَّدى إن قيلَ يا عُمَرُ
ما أحسن إيقاعه الندى هاهنا من العطاء موضع النداء، من المناداة لأنه لا ينادي إلا للعطاء.
وله في توديعٍ من موضعٍ يسمى شبرا:
يقولونَ لي إنّا سَنرجِعُ من شَبْرا ... ومَنْ لي بأَنّي لا أُفارقُهمْ شِبرا
وكيفَ احتيالي والْهَوى قائدٌ لهم ... فؤاداً أبى أن يَقْتَني بَعْدَهُمْ صَبرا
فَرِقّوا لِقلبٍ قلَّبَتْهُ يَدُ النَّوى ... وعَيْنٍ عليكمْ بَعْدَ بُعْدِكُمُ عَبْري
وله:
يا كاسِياً قلبَ المحِبِّ صَبابةً ... أَقسمتُ أَنّي من سُلُوِّكَ عارِ
وله:
أَسْمَرٌ كالْرُّمْحِ مُعْتَدِلٌ ... لَيْتَني أَمْسَيْتُ من سَمَرِهْ
قَمَرَتْ ألحاظُ مُقْلَتِه ... قلبَ مَنْ يَرْنو إلى قَمَرِهْ
عُمَرٌ يشكو الغرامَ به ... وزماناً ضاع مِنْ عُمُرِهْ
قافية الزاي وله:
يا ناظِرَيْهِ تَرَفَّقا ... ما في الْوَرى لَكُما مُبارِزْ