خاص الخاص (صفحة 95)

" فَلَمَّا بلغ قَوْله فِيهَا: وجلا السُّيُول عَن الطلول كَأَنَّهَا ... زبر تَجِد متونها أقلامها سجد الفرزدق، فَقيل لَهُ: يَا أَبَا فراس {مَا هَذِه السَّجْدَة؟ فَقَالَ: إِنَّكُم تعرفُون سَجْدَة الْقُرْآن وَأَنا أعرف سَجْدَة الشّعْر. وَقيل لبشار بن برد: أخبرنَا عَن أَجود بَيت للْعَرَب} فَقَالَ: إِن تَفْضِيل بَيت وَاحِد على سَائِر شعر الْعَرَب لشديد، وَلَكِن أحسن لبيد كل الْإِحْسَان فِي قَوْله: وأكذب النَّفس إِذا حدثتها ... إِن صدق النَّفس يزرى بالأمل وَقَالَ الجاحظ: من الْعَجَائِب أَن الْأَعْشَى كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يعْتَقد مَذْهَب الْمُعْتَزلَة، فَيَقُول: اسْتَأْثر الله بِالْوَفَاءِ وبال ... حمد وَولى الْمَلَامَة الرجلا ولبيد يذهب مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة، فَيَقُول: " وبإذن الله ريثي وَعجل " النمر بن تولت وَحميد بن ثَوْر والنابغة الْجَعْدِي: إِنَّهُم اجْتَمعُوا فِي الْجَاهِلِيَّة على معنى قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " كفى بالسلامة دَاء " فتناهبوه بِحسن ألفاظهم وكأنما رموا عَن قَوس وَاحِد، فَقَالَ النمر بن تولب: يود الْفَتى طول السَّلامَة جاهدا ... فَكيف ترى طول السَّلامَة يفعل وَقَالَ حميد بن ثَوْر: أرى بَصرِي قد رَابَنِي بعد صِحَة ... وحسبك دَاء أَن تصح وتسلما وَقَالَ الْجَعْدِي: ودعوت رَبِّي بالسلامة جاهدا ... ليصحني فَإِذا السَّلامَة دَاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015