تبيتون فِي المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا ويروي أَن عَلْقَمَة لما سمع هَذَا الْبَيْت، بَكَى وَقَالَ: اللَّهُمَّ أجزه وأخزه إِن كَانَ كَاذِبًا. وَقَالَ أَبُو عَليّ الْحَاتِمِي: من عجائب الاتفاقات وغرائبها وبدائعها أَن الْأَعْشَى من صُدُور شعراء الْجَاهِلِيَّة، وَمُسلم بن الْوَلِيد من صُدُور الْمُحدثين، وَأَبا الطّيب من صُدُور العصريين، وَقد شلشل الْأَعْشَى وسلسل مُسلم وقلقل أَبُو الطّيب. أما الْأَعْشَى فَإِنَّهُ يَقُول: وَقد غذوت إِلَى الْحَانُوت يَتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول وَأما مُسلم بن الْوَلِيد. فَإِنَّهُ يَقُول: سلت وسلت ثمَّ سل سليلها ... فَأتى سليل سليلها مسلولا وَأما المتنبي، فَإِنَّهُ يَقُول: فقلقلت بالهم الَّذِي قلقل الحشا ... قلاقل عيس كُلهنَّ قلاقل وَقد بلبل بعض العصريين، فَقَالَ: وَإِذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فأحس البلابل باحتساء بلابل لبيد بن ربيعَة: يرْوى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: أصدق كلمة قَالَهَا شَاعِر قَول لبيد: أَلا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل ... وكل نعيم لَا محَالة زائل وَسمع الفرزدق رجلا ينشد قصيدة لبيد الَّتِي أَولهَا: " عفت الديار محلهَا فمقامها