نظر يَوْمًا فِي الْمرْآة فَرَأى شيبا كثيرا، فَقَالَ: عيب لأعدمناه. وَكَانَ يَقُول: إِنِّي لأغار على أصدقائي كَمَا أغار على حرمي. وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول أَبُو الْفَتْح كشاجم: أخي لَا تروعني بميل إِلَى أَخ ... سواي فيسلو بعض نَفسك عَن نَفسِي وَكن عَالما أَنِّي أغار على أخي ... وخلي كَمَا أَنِّي أغار على عرسي أَخُوهُ الْحسن بن وهب: سُئِلَ يَوْمًا عَن مبيته، فَقَالَ: شربت على عقد الثريا ونطاق الجوزاء، فَلَمَّا تنبه الصُّبْح نمت فَلم أستيقظ إِلَّا بلبسي قَمِيص الشَّمْس. وَوصف الْحر يَوْمًا فَقَالَ: عَليّ قَمِيص قصب مكعب، ودرعة ديبقى كالغرقى، وَكَأَنِّي البقلة فِي المَاء الْحَار. عبد الْملك بن نوح: كَانَ يَقُول: لَا يحسن بالملوك لبس الملونات والمصبغات، فَإِنَّهَا من لِبَاس الغلمان والنسوان، وَلَيْسَ لَهُم غير الحفي النَّيْسَابُورِي والزباري السَّمرقَنْدِي والملحم الْمروزِي والعتابي الْفَارِسِي لِبَاس. نَاصِر الدولة أَبُو مُحَمَّد الحمداني: سخط على كَاتب لَهُ فَأمره بِلُزُوم منزله، وأجرى عَلَيْهِ مشاهرته، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: إِن الْمُلُوك يؤدبون بالهجران وَلَا يعاقبون بالحرمان. أَخُوهُ سيف الدولة: كَانَ يُخَاطب بسيدنا، فخاطبه ابْن وَرْقَاء بسيدي، فَقَالَ: إِن سمحت بِأَن أكون سيدك، فَلَا تبخل بِأَن أكون سيد غَيْرك. أَبُو مَنْصُور بن عبد الرَّزَّاق: ركب يَوْمًا بنيسابور إِلَى الصَّيْد، فَرَأى فِي محلّة البساسيات كرامية يصلونَ صَلَاة الْفجْر جُمُعَة وَقد كَادَت الشَّمْس تطلع، فَقَالَ: مَا رَأَيْت صَلَاة الضُّحَى بِالْجَمَاعَة غير هَذِه. أَبُو الْحسن بن سيمجور: لَا تَخْلُو ثَلَاث من ثَلَاث! جسم من علل وقلب من شغل، وكتخذائية من خلل. وَكَانَ يَقُول: من أكل الْحَلْوَاء بالحب، كَانَ كمن عانق المعشوق فِي صَدره.