أَبُو الْحسن طَاهِر بن الْفضل: الكسلان منجم، والبخيل طَبِيب، والمؤاجر سَاحر. أَبُو الْعَبَّاس مَأْمُون بن خوارزمشاه: سمعته يَقُول فِي تَقْسِيم النّظر مَا لم أسمع مثله ظرفا وكهانة وبلاغة: فهمتي كتاب أنظر فِيهِ، وحبِيب أنظر غليه، وكريم أنظر لَهُ. الصاحب أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن عباد: أَطَالَ رجل اللّّبْث فِي مَجْلِسه وَلم يقتد فِي الْقيام بِغَيْرِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَتى: من أَيْن؟ فَقَالَ: من قُم، قَالَ: إِذا فَقُمْ. وَقَالَ لَهُ القَاضِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز: قد طولت، قَالَ: بل تطولت. وحَدثني أَبُو عبد الله الحامدي: قَالَ: سمعته يَقُول: أَرْبَعَة لم أر أحسن مِنْهُم من الشُّعَرَاء الظرفاء أسكتوني وأخجلوني بجوابات فِي نِهَايَة الْحسن والظرف لم أسمع أَمْثَالهَا. فَمنهمْ أَبُو الْحسن البديهي: غذ كَانَ عِنْدِي فِي نفر من جلسائي بأصبهان، فَقدمت إِلَيْنَا أطباق الْفَوَاكِه وفيهَا من المشمش الْأَصْفَهَانِي مَا يفوق الرطب حسنا وطيبا، فأكب عَلَيْهِ البديهي وأمعن فِيهِ، فَقلت لَهُ: إِن المشمش يلطخ الْمعدة، فَقَالَ: لَا يُعجبنِي الميزبان إِذا تطبب، فألبسني قناع الخجل وقطعني. وَمِنْهُم أَبُو الْحسن الغويري: فَإِنَّهُ قَالَ لي يَوْمًا - وَقد انصرفت من الدَّار السُّلْطَانِيَّة فِي غير طريقي وَأَنا ضجر من شَيْء عرض لي ونكر فكري: من أَيْن أَقبلت مَوْلَانَا؟ فَقلت: من لعنة الله، فَقَالَ: رد الله غربتك يَا مَوْلَانَا {فَأحْسن على إساءته الْأَدَب. وَالثَّالِث أَبُو الْحسن المنجم: فَإِنَّهُ دخل عَليّ يَوْمًا وَعِنْدِي فَتى من مشاهير الصَّباح الملاح، فَنظر إِلَيْهِ أَبُو الْحسن نظرة ذِي علق، فكاد يَأْكُلهُ بِعَيْنيهِ، فَقلت لَهُ: سكباج، فَقَالَ: كشكية} فتعجبت من سرعَة فطنته للتصحيف وإجابته بِمَا يشاكله. وَالرَّابِع أَبُو الْحسن المافرخي: فِي أَيَّام حداثته وسلطان ملاحته، فَإِنِّي داعبته يَوْمًا بِقَوْلِي: رَأَيْتُك تحتي، فَقَالَ على لِسَان دالته بضربه وتكامل حسنه: مَعَ ثَلَاثَة مثلي - يني فِي رفع الْجِنَازَة، فأخجلني وحيرني وَمَا أنسى لَا أنسى، هَذِه الجوابات، وَمَا أرى التَّام الْخَامِس، " والدهر حُبْلَى لَيْسَ يدْرِي مَا تَلد ".