وفي الرسالة التي كتبها الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأهل مكة بعد دخول جيوش الدعوة الحجاز عام 1218هـ، يذكر أن الأمير سعود الكبير بيّنَ لعلماء مكة أن الاختلاف بينهم قائم على أمرين:

أحدهما: إخلاص التوحيد لله تعالى.

والثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لم يبق عندهم إلا اسمه وانمحى أثره ورسمه، ويذكر الشيخ عبد الله أن علماء مكة وافقوا الأمير سعود على ذلك واستحسنوا رأيه دون مشقة1.

والحق أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي حرصت الدعوة السلفية على تطبيقها، قد أثمرت الثمار المطلوبة على مدار الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة، وكان هذا بفضل الله ثم بفضل جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجهود القادة من حكام الدولة السعودية الذين وفروا جميع سبل القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما أنشئت الرئاسة العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية إلا من أجل القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبقاً لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.

رابعا: وجوب الحكم بما أنزل الله:

من الأسس المهمة التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015