والحق أنه لا يصح أن ينسب إلى عثمان بن معمر ما نسب إليه والتاريخ يشهد أنه أول من آزر الدعوة ودافع عنها، وساعد الشيخ على تنفيذ برنامجه الإصلاحي في العيينة. يقول ابن غنام: "ثم بعد ذلك عزم على السير عنها والارتحال، والإقامة بالعيينة فجد في الرحيل والانتقال وذلك بعد أن هدى الله تعالى عثمان بن معمر لقبول هذا الدين المنور فدخل منه شيء في قلبه، وأعلن عند جماعته وصحبه بتقريبه وحبه فحين وصل تلك البلد قام معه عثمان وقعد، وساعده على ذلك واجتهد أمر الناس له بالاتباع، وعدم المشاققة والنّزاع، وألزم الخاصة والعامة أن يمتثلوا أمره وكلامه، ويسلكوا طريق الاستقامة، ويظهروا توقيره وإكرامه، فكان بعد ذلك الأمر والإلزام، وصدور ذلك الاعتناء التام وشد الرغبة والاهتمام، وبدأ التعظيم له والاحتشام تسمع أقواله وتطاع، وتملأ الصدور والأسماع لم يبق في البلدان التي كانت تحت يد عثمان وشاع ذلك واستبان ونعم بذلك أهل الإيمان، وصلحوا حالا من ذلك المكان، وانتشر الحق من ذلك الأوان، واشتهر الأمر وبان، وسارت بذلك الركبان"1.
ولم يكتف عثمان بمساعدة الدعوة في وطنه، بل أنه عندما رحل الشيخ إلى الدرعية واستقر به المقام، كان في مقدمة الوفود التي وفدت إلى الدرعية لمبايعة الشيخ، بل أنه عرض على الشيخ أن يرجع إلى العيينة. وعلى هذا نستطيع القول: إن عثمان بن معمر أيد الداعي ودعوته بنفسه وسلطانه وماله، فلا يعقل بعد هذا كله أن يأمر ابن معمر