8- الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حريملاء بداية المرحلة التأسيسية للدعوة
رجع الشيخ محمد من البصرة مارا بالأحساء إلى بلدة حريملاء حيث يعيش والده هناك، وبوصوله إلى حريملاء تبدأ المرحلة التأسيسية للدعوة، فقد دخلت الدعوة مرحلة جديدة، ويمكن القول إن هذه الفترة التي أمضاها الشيخ في حريملاء، والتي استمرت نحو خمس عشرة سنة، أي منذ وصوله سنة 1139 هـ إلى سنة مغادرته إلى العيينة سنة 1153 هـ كانت فترة استعداد للوثبة الكبرى التي أعدته لها العناية الإلهية وألهمته إياها. والواقع أن الشيخ محمدا لم يلزم جانب الهدوء، ويخلد إلى السكون والراحة، بل واصل التعلم والتعليم مع أبيه، وعندما رأى حال الجهل التي يعيشها الناس في حريملاء اشتد حماسه في سبيل إنقاذ مواطنيه مما هم فيه من الجهل بأصول الدين، فأخذ يجاهر بدعوته، ويدعو الناس للعودة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، ولم يكن مجتمع نجد مستعدا لقبول ما يدعو إليه الشيخ ولهذا عارضوا ما نادى به وحاولوا التخلص من صاحب الدعوة، ولما ظهر لعبد الوهاب أن ولده متحمس لدعوته وأن الناس يعارضون هذه الدعوة ويتربصون بصاحبها الدوائر، خاف عبد الوهاب على ابنه محمد ونصحه بلزوم الاعتدال وعدم التسرع في دعوته.
فأخذ برأي والده وبعد وفاة والده عام 1153 هـ"1729 م" نشط في دعوته، وبذل فيها ما أعطي من قوة واندفاع. شاع خبر محمد في المنطقة