كلها وتناقل الناس أخبار الدعوة والداعي فأقبل عليه كثيرون واتبعوا دعوته، ولزموا مجلسه فأخذ يعظ الناس ويرشدهم، ثم بدأ يرسل دعاته ورسائله إلى البلدان المجاورة لنشر دعوته، وهذه أول رسالة أرسلها لأهل العارض وهي بمثابة البيان الأول وهذا نصها: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين:

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فاعلموا، رحمكم الله، أن الله بعث محمدا صلّى الله عليه وسلّم إلى الناس بشيرا ونذيرا، مبشرا لمن اتبعه بالجنة، ومنذرا لمن لا يتبعه بالنار. وقد علمتم إقرار كل من له معرفة، أن التوحيد الذي بينه للناس هو الذي أرسل الله به رسله، وأن الذي عليه غالب الناس من الاعتقادات في الصالحين وفي غيرهم هو الشرك، الذي قال الله فيه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} 2.

فإذا تحققتم هذا، وعرفتم أنهم يقولون، لو يترك أهل العارض التكفير والقتال كانوا على دين الله ورسوله، ونحن ما جئناكم في التكفير والقتال، ولكن لننصحكم بهذا الذي قطعتم أنه دين الله ورسوله، أن تعلموا به إن كنتم أمة محمد باطنا وظاهرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015