أتباع يؤمنون بدعوته ويدافعون عنها، ولكن الأعداء أكثر من الأصدقاء، فتآمروا عليه وعقدوا العزم على الإيقاع به "فجاءه قسم منهم ظهرا وعلامة الشر بادية في وجوههم وهددوه بالقتل أو الرحيل من البصرة، فأثر الشيخ السلامة والنجاة بنفسه فغادر البصرة "1.
ترك الشيخ البصرة بعد هذه المؤامرة متوجها إلى الزبيربغير زاد ولا راحلة، منفردا يمشي على رجليه، فاشتد به العطش وأوشك على الهلاك -لولا لطف الله به، فلقد لقيه رجل من أهل الزبير يقال له أبو حميدان، فرق لحاله وحمله على حماره حتى أوصله إلى الزبير.
بقي الشيخ في الزبير أياما، وأراد السفر إلى الشام، بيد أن ما لديه من مال قد نهبه سفهاء البصرة الذين أخرجوه، وبجانب ذلك وصلته أنباء انتقال والده من العيينة إلى حريملاء بسبب النّزاع الذي حصل بين والده وبين أمير العيينة محمد بن حمد بن معمر.
فرأى الشيخ محمد أن يرجع إلى نجد، وفي طريقه إلى نجد مر بالأحساء فنزل على الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الطيف الأحسائي. فأكرمه، وأقام لديه أياما حافلة بالمطالعة والبحث. ثم ترك الأحساء وانضم إلى والده في بلدة حريملاء.
6- الأدلة على عدم ذهاب الشيح لبلاد فارس
وقبل أن ننهي الحديث عن رحلات الشيخ خارج نجد أحب أن أشير