إلى خطأ وقع فيه كثير من المؤرخين، وهو القول: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحل إلى بلاد فارس وأقام في كردستان، لقد وقع في هذا الخطأ كثير من المؤرخين. لقد ذكر على سبيل المثال المستشرق مارجيليوت الذي ذكر في دائرة المعارف الإسلامية، أن الشيخ تزوج في بغداد امرأة، وماتت بعد زمن فورث عنها الشيخ ألفي دينار وأنه رحل إلى بلاد الكردستان وهمدان.

وقد ذكر هذه الروايات كثير من الرحالة الأوروبيين مثل برجس زويمر وبلجريف1. ولم يقتصر هذا الخطأ على المستشرقين فهذا مؤلف كتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب "فقد ذكر أن الشيخ رحل إلى بلاد فارس وتعلم الحكمة، وعن صاحب هذا الكتاب نقل حافظ وهبه أخبار الرحلة إلى بلاد فارس في هامش كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين ص 336. ولقد وجدت بعد تتبع كل ما كتب في هذا أن جميع الذين ذكروا هذا الرأي اعتمدوا على مصدر واحد وهو كتاب: "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب". فهذا الرأي لم يذكر في أي مصدر من المصادر الأصلية في هذا الموضوع مثل: كتاب ابن غنام"تاريخ نجد"، وكتاب ابن بشر"عنوان المجد" لذا فإننا لا نستطيع الأخذ بالروايات التي تذكر أن الشيخ ذهب إلى بلاد فارس لعدة أسباب أهمها:

أولا: أننا بعد دراسة كتب الشيخ ورسائله نستطيع القول: إنه لم يذكر بلاد فارس كبلاد زارها، ولم نجد رسالة واحدة موجهة إلى أي عالم من علماء فارس في زمنه. وهل يعقل أن يعيش الشيخ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015