والحق أن الشيخ محمدا لم يقصر جهده خلال إقامته في البصرة على الدراسة فقط، بل إنه حارب البدع التي يقوم بها غلاة الشيعة مثل تقديس القبور وتعظيم الأولياء، لقد هاله ما وجد هناك من الخرافات والبدع، التي ألصقت بالدين، وتوارثها الناس جيلا بعد جيل حتى أصبحت عندهم حقائق راسخة.
فأظهر الشيخ محمد إنكاره لهذه البدع وبدأ يبشر بما ظهر له من حقائق التوحيد في مجالسه، وقد وصف لنا هذه المجالس فقال: "كان أناس من مشركي البصرة يأتون إلي بشبهات يلقونها علي فأقول وهم قعود لدي لا تصلح العبادة كلها إلا لله فيبهت كل منهم فلا ينطق فاه" 1.
وهكذا بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ينكر البدع في البصرة، كما أنكرها من قبل في الحجاز والعيينة، ولقد عز على بعض أهالي البصرة أن ينكر محمد معتقداتهم المبتدعة، فأخذوا يسألونه أسئلة محرجة، وكان هدفهم إيقاعه في الشبهات، ولكن الشيخ كان يجيبهم بأجوبة دقيقة تزيل الشك، وتوضح الحق، وتدفع الشبهات. وكان من ضمن أجوبته عندما يسأل عن ذلك قوله: "لا تصلح العبادة كلها إلا لله وحده دون سواه، ويخطئ من يدعو غيره2.
وبالرغم مما واجهه الشيخ في البصرة من غلاة الشيعة، فقد كان له