"ولما كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سبباً في إيقاظ الحياة السياسية، فقد كانت الشرارات الأولى التي أشعلت الحركة الفكرية بعد الجمود الفكري والتأخر العلمي اللذين مني بهما العالم الإسلامي فترة طويلة من الزمن، إذ أحدث انتشار مبادئ الدعوة وتطبيقها ردود فعل هائلة في الجزيرة العربية وخارجها، فأنصارها يشرحون حقيقتها، ويوضحون مبادئها، ويكشفون شبهات المعارضين، ويدافعون عن الدعوة بالحجة والدليل.

وخصومها يحاولون تحطيمها، ودحض حجج دعاتها، فاقتضى ذلك عقد مجالس للجدل والمناظرة والمناقشة، وجدّ كلا الفريقين في البحث والتحصيل العلمي مما نتج عنه قيام يقظة فكرية إسلامية، ونشاط علمي كان المسلمون في أشد الحاجة إليهما تطوراً فيما بعد إلى وثبة فكرية عارمة، ظهرت آثارها في مختلف ألوان الثقافة والمعرفة التي أثرت في المكتبة العربية الإسلامية بالعديد من المؤلفات في مختلف فروع العلوم الإسلامية".

يقول الشيخ أحمد القطان:"استطاعت حركة الموحدين نشر العلم والمعرفة بين طبقات الشعب المختلفة، واستطاعت تكوين طبقة ممتازة من علماء الدين ورجال المعرفة فنشرت الحركة في الناس علوم الشريعة المطهرة وآلاتها، من التفسير والحديث، والتوحيد والفقه، والسيرة، والتاريخ، وغير ذلك وأصبحت الدرعية قبلة العلوم والمعارف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015