لقد حقق أتباع هذه الدعوة السلفية الأمن والاستقرار والطمأنينة لأهل الجزيرة، لتطبيقهم الحدود الشرعية على جميع من في مملكتهم كما منع أتباعها من الأعراب من التعرض للحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، ومنعتهم من أخذ أموال منهم دون وجه حق1.
وبالجملة فإن الدولة السعودية التي قامت في ظل دعوة التوحيد، الدعوة السلفية المباركة "أحسن الدول في تحكيم الشرع ونشر الأمن والعدل والعلم، ومحاربة أهل البدع والضلال، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين بالأخلاق والمنتهكين الحرمات"2.
رابعا: كان أثر الدعوة السلفية واضحا في النهضة العلمية والأدبية. لقد نبهت هذه الدعوة المباركة الأمة من رقدتها، ووجهت الأنظار إلى البحث ومناقشة الآراء وقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل وحملت الناس على النظر في الكتاب العزيز، واستظهار كثير من آياته ومن الحديث النبوي الشريف وهما الغاية القصوى في البلاغة والبيان والعلوم الدينية والعربية لتتشابك وتترابط ولا يمكن الفصل بينها إذ ن علوم اللسان العربي كلها ما قامت إلا لخدمة الكتاب والسنة وفهمهما فهما صحيحاً فكان لا بدّ من قيام حركة علمية شاملة ونهضة فكرية عامة.