كأنها جزء من طبيعتها، وكانت البلاد تعيش في رعب دائم، بين عدو يأخذها بالقهر، أو حليف يأخذها بالغدر.. وما كان أبناء البلدة ليتجرأوا على الابتعاد عن أسوار بلدتهم إلا بمغامرة - لأن الطرق مرصودة بقطاع الطرق.
هكذا كانت نجد، تجديداً وتجسيداً لقصة ملوك الطوائف الذين قال فيهم الطبري: "كل منهم كان ملكه قليلا، إنما هي قصور وأبيات، وحولها خندق، وعدوه قريب منه، له من الأرض مثل ذلك ونحوه، يغير أحدهم على صاحبه ثم يرجع كالخطفة"1.
حال نجد هذه تغيرت بعد الدعوة السلفية. لقد وحدت الدعوة السلفية معظم أجزاء الجزيرة العربية ومن بينها نجد تحت حكم دولة إسلامية واحدة هي الدولة السعودية الأولى التي امتدت حدودها من الشام شمالاً إلى اليمن جنوباً ومن البحر الأحمر غرباً إلى الخليج العربي شرقا"2.
حقا لقد كان من ثمرات هذه الدعوة المباركة "قيام دولة إسلامية هي دولة آل سعود الذين آزروا الدعوة وجاهدوا في سبيلها، ولا تزال هذه الدولة- ولله الحمد- تحكم بشريعة الله وتخدم الحرمين، وتشد أزر المسلمين في كل مكان من بقاع العالم بعمارة المساجد والمراكز الإسلامية والتعليمية وتنشر دعوة الإسلام"3.