وجباية الزكاة وترتيب العمال لقبضها، بعد أن كان الناس يدفعون ضرائب"إخاوة"، ويسمون جباتها مكاساً. كما قامت بتعيين قضاة لفصل الخصومات بين الناس، وتقرير أرزاقهم من بيت المال، وتحكم شرع الله - بعد أن كان بعض الناس وخاصة البدو يتحاكمون إلى العرف- وتطبيق أحكام الإسلام، وإقامة الحدود مما هيأ الأمن والاستقرار في البلاد. كما أحيت نظام الحسبة، وعينت في كل بلد تحت حكم الدولة محتسبين يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويحثون على الالتزام بالآداب الإسلامية، ويراقبون الأسواق والأسعار وتطفيف الموازين.
كذلك أنشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بيت مال للمسلمين، ووضع قواعد تنظيم جباية أمواله وأوجه الصرف والإنفاق منه1.
ثالثا: ومن الآثار السياسية لهذه الدعوة المباركة تمكنها من القضاء على الإمارات المتنافسة المتناثرة وتوحيدها لمعظم أجزاء الجزيرة العربية، والمعروف أن نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومناصرة آل سعود له ما كانت إلا تعبيراً تاريخياً ومصطلحاً جغرافياً في الكتب.. وأما في الواقع، فما كان شيء يذكر بوحدتها أو بوجودها، وإنما كان هناك إمارات ومشيخات كثيرة كل واحدة منها مستقلة عن الأخرى، وكانت الحرب، بين هذه الدويلات العجيبة، قائمة موصولة،