3- الرحلة إلى الحجاز
استأذن الشيخ محمد والده بالسفر إلى الحجاز، فأذن الوالد للولد وزوده بما يحتاج إليه في رحلته، فأم الشيخ مكة المكرمة وأدى فريضة الحج واطلع على حالة المسلمين هناك، ثم توجه إلى المدينة المنورة، وقد قابل في المدينة عالمين جليلين وكان لهما أكبر الأثر في حياته واتجاهه.
أول العالمين هو شيخ نجدي، من عائلة لها الوجاهة والرئاسة في مدينة المجمعةعالم عاقل، من العاكفين على كتب ابن تيمية والمتتبعين له المعجبين بآرائه، هذا العالم هو الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف وكان هذا الرجل متألما مما وصلت إليه الحالة في نجد، من فشو الجهل، وظهور المنكرات، والبعد عن التوحيد، فأنكر ذلك وأراد إزالة الجهل وتوابعه عن طريق الحجة والإقناع، فكان يرى أن خير وسيلة لتحقيق التوحيد هي سبيل الدعوة والإرشاد، ونشر العلم، يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: كنت ذات يوم عند الشيخ عبد الله فقال لي: ألا تحب أن ترى ما أعددنا للمجمعة من سلاح؟ فقلت: بلى، فأخذ بيدي إلى حجرة ملئت كتبا ومجلدات وقال: هذا ما أعددنا للمجمعة.
وفي المدينة أيضا اجتمع الشيخ محمد بعالم آخر ذي مكانة عالية وهذا الشيخ هو محمد بن حياة السنديهندي الأصل سلفي العقيدة وكان هذا الشيخ شديد الصلة بابن سيف فعرّفه على الشيخ محمد، وكان