أحاديث القوم ومجادلاتهم1.
ولذا نشأ محمد بن عبد الوهاب واسع الثقافة بالنسبة للجيل الذي عاصره، واستطاع أن يحفظ القرآن قبل أن يبلغ العاشرة من العمر، وكان حاد الذكاء سريع الحفظ، فصيحا "روى أخوه سليمان أن أباه كان يتوسم فيه خيرا كثيرا فيتعجب من قوة إدراكه مع صغر سنه، وكان يتحدث بذلك ويقول: إنه استفاد من ولده محمد فوائد من الأحكام2.
وهكذا ما كاد يبلغ الثانية عشرة من عمره حتى بدت عليه علامات النجابة بأبهى وأوضح صورها، وتوسعت مداركه وتفتح تفكيره. فأدرك ما كان شائعا في مجتمعه من البدع والخرافات والضلال فلم تعجبه الطريقة التي كان يسير عليها علماء الدين في نجد وهي طريقة السكون والهدوء، لذا فقد عقد العزم على انتهاج طريقة السلف الصالح بالدعوة لنبذ البدع وتطهير الإسلام مما علق به من الأوهام والخرافات.
وقد بدأ ينكر هذه الخرافات ويدعو الناس إلى اجتنابها ولما أدرك الشيخ تقاعس مواطنيه في العيينة عن سماع الحق قرر الابتعاد عن نجد واتجه إلى الديار المقدسة في الحجاز للحج أولا وطلب العلم ثانيا.