السندي ينكر البدع والمحدثات إنكارا صريحا وقد قويت صلة الشيخ محمد بالسندي وتتلمذ عليه وقد أثر السندي تأثيرا قويا في الشيخ محمد بن عبد الوهاب والواقع أن الشيخ محمد لم يقتصر على الأخذ من هذين العالمين وإنما أخذ من علماء آخرين في المدينة المنورة مثل الشيخ الداغستاني، وإسماعيل العجلوني.
لقد كانت البدع شائعة في المدينة، وكان محمد بن عبد الوهاب ذات يوم قريبا من قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم فشاهد جماعة عند الحجرة الشريفة، يستغيثون ويدعون ويعملون ما يخالف ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم فأنكر ما رآه في رفق ولين، ولما رأى عالم المدينة الشيخ السندي مقبلا إِليه، سأله قائلا ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه الشيخ السندي: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:139] 1.
ومما لا شك فيه أن رحلة الشيخ إلى الحجاز أفادته كثيرا، فقد وقف على حياة شعوب العالم الإسلامي ممثلة في حجاج بيت الله الحرام، وعرف علماء مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأخذ عنهم ما هو في حاجة إليه من العلم، وبعد أن أدى الغرض من رحلته إلى الحجاز، قرر العودة إلى نجد حيث الشرك والجهل يغشيانها، وقرر محاربة البدع والخرافات والأوثان مهما كلفه الأمر، ثم ودع أصحابه ومشايخه فدعوا له بالتوفيق والسداد، فترك المدينة راجعا إلى نجد.