والفرنسيون أيضا لهم دور، فقد أحسوا باهتمام المغاربة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لأن سيدي محمد بن عبد الله العلوي، الذي كان سلطانا على المغرب الأقصى قد قام بمحاربة البدع والخرافات، كما كان يحارب الطرق الصوفية، ويدعو إلى العودة إلى الاجتهاد وإلى السنة1. هذا السلطان هو الذي وصفه المؤرخ الفرنسي شارلي جوليان بقوله: كان سيدي محمد وهو التقي الورع على علم بواسطة الحجيج بانتشار الحركة الوهابية في الجزيرة العربية، وتأييد آل سعود لها وقد أعجب بعباراتها وكان يؤثر عنه قوله: "أنا مالكي المذهب وهابي العقيدة"". وقد ذهبت به حماسته الدينية إلى الإذن باتلاف الكتب المتساهلة في الدين والمحللة لمذهب الأشعرية، وتهديهم بعض الزوايا2.
والإيطاليون أقلقهم ما قام به محمد بن علي السنوسي"الذي تأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" من دعوة إصلاحية في ليبيا لإعادة الإسلام إلى صفائه ووضعه الصحيح في النفوس تطبيقاً وعملاً، والوقوف ضد الإيطاليين الوافدين، الذين لا يهمهم إلا استغلال خيرات البلاد والتفريق بين المسلمين3.
والهولنديون حركهم ما لمسوه من اهتمام جديد وبحرص بالإسلام في