من أولئك السادة فكيف ينكر علينا أن رجلا من المتأخرين غلط في قوله: يا أكرم الخلق كيف تعجبون من كلامي فيه، وتظنونه خيراً وأعلم منهم؟!
ولكن هذه الأمور لا علم لكم بها وتظنون أن من وصف شركاً أو كفراً أنه الكفر الأكبر المخرج عن الملة، ولكن أين كلامك هذا من كتابك الذي أرسلت إلي قبل أن يغريك الله بصاحب الشام وتذكر وتشهد أن هذا هو الحق وتعتذر أنك لا تقدر على الإنكار ... ؟
ومرادي أن أبين لك كلام الطرطوشي، وما وقع في زمانه من الشرك بالشجر، مع كونه في زمن القاضي أبي يعلى، أتظن الزمان صلح بعده..؟ وأما كلام الشافعية فقال الإمام محدث الشام أبو شامة في كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، وقد وقع من جماعة من النابذين لشريعة الإسلام، المنتمين إلى الفقر الذي حقيقته الافتقار من الإيمان، ومن اعتقادهم في مشايخ لهم ضالين فهم داخلون تحت قوله: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشّورى من الآية: 21] .
وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها، ومن هذا القسم ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد، وإسراج مواضع في كل بلد يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحدا ممن شهر بالصلاح فيفعلون ذلك ويظنون أنهم يتقربون إلى الله، ثم يجاوزون ذلك إلى أن يعظم تلك الأماكن في قلوبهم ويرجون الشفاعة لمرضاهم، وقضاء حوائجهم بالنذر لهم، وهي بين