لنا "ذات أنواط" " كما لهم "ذات أنواط". فقال: الله أكبر هذا كما قال بنوا إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف من الآية: 138] ، لتركبن سنن من قبلكم.
فأنظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة يقصدها الناس، وينوطون بها الخرق فهي ذات أنواط، فاقطعوها.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ "1.
ومعنى هذا أن الله لما جاء بالإسلام فكان الرجل.. إذا أسلم في قبيلته غريباً مستخفياً بإسلامه، قد جفاه العشيرة فهو بينهم ذليل خائف، ثم يعود غريبا لكثرة الأهواء المضلة والمذاهب المختلفة حتى يبقى أهل الحق غرباء في الناس لقلتهم وخوفهم على أنفسهم.
وروى البخاري عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: والله ما أعرف فيهم من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعاً.
وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره.
انتهى كلام الطرطوشي.
فليتأمل اللبيب هذه الأحاديث، وفي أي زمان قيلت، وفي أي مكان، وهل أنكرها أحد من أهل العلم والفوائد فيها كثيرة، ولكن مرادي منها ما وقع من الصحابة، وقول الصادق المصدوق، أنه مثل كلام الذين اختارهم الله على العالمين لنبيهم: أجعل لنا إلها: يا عجبا إذا جرى هذا