لن نتحدث عن المعارضة السياسية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذا المقام، فأصحاب هذه المعارضة جميعاً كانوا يدافعون عن دنياهم وما يحوزون من متاعها ويخشون أن تمتد آثار الدعوة إلى ما تحت أيديهم من هذه الدنيا، في حين أنهم في شغل بدنياهم عن دينهم، الذي يتولاه عنهم أصحاب المناصب من علماء الدين.
وإذن فالذي يهمنا ويعنينا هنا هو موقف العلماء وطلاب العلم من الدعوة السلفية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لقد وقف في وجه هذه الدعوة علماء خانوا أمانة العلم، قالوا غير الحق، وكانوا فيمن قال الله عنهم: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187] .
"فلقد انبرى هؤلاء العلماء الذين كان يرجى منهم إصلاح ما فسد من أمر الناس في دينهم وأن يقيموا الناس على الصراط المستقيم، ودين الله القويم، انبرى هؤلاء المتاجرون بالدين لإغراق الناس في الضلال وإغراقهم بما هم فيه، وأنه هو الحق فكان أن انقاد الناس لهم.
لقد انبرى هؤلاء العلماء.. يرمون دعوة التوحيد والداعي إليها والمجتمعين على الدعوة والداعي بالإفك والبهتان وبالمروق من الدين،