الدعوة السلفية، ومعه الخصم العنيد والعدو اللدود لهذه الدعوة، وهو سليمان بن سحيم مطوع الرياض.
ويبدو هذا التعاضد أيضا، في معارضة سليمان بن عريعر أمير الأحساء لعثمان بن معمر أمير العيينة حين آزر الشيخ الإمام في بداية دعوته، وتهديده بقطع معونته الاقتصادية، فقد عززت هذه المعارضة ما فعله محمد بن عفالق أحد علماء الأحساء، حيث كتب رسالة لابن معمر، ثم تلاها برسالة أخرى يحرضه ضد هذه الدعوة، ويشككه فيها، ويورد الشبهات والدعاوى التي يحاول ابن عفالق بواسطتها إقناع ابن معمر بالتخلي عن هذه الدعوة، والتخلص من صاحبها1.
ويذكر الدكتور عبد الله العثيمين أن أكثر من عشرين عالما وطالب علم قد عارضوا دعوة الشيخ حيث يقول: "واضح من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب" أن دعوته لقيت معارضة شديدة من قبل بعض علماء نجد، فالمتتبع يلاحظ أن أكثر من عشرين عالما أو طالب علم وقفوا ضدها في وقت من الأوقات، ويأتي في مقدمة هؤلاء المعارضين عبد الله المويس من حرمة، وسليمان بن سحيم من الرياض، ويستفاد من هذه الرسائل أن معارضي الشيخ من النجديين كانوا مختلفي المواقف، فمنهم من عارض واستمر في معارضته مثل المويس، ومنهم من كان يعترف في بداية الأمر بأن ما جاء به الشيخ أو بعضه حق، لكنه غير موقفه مع مرور الزمن مثل ابن سحيم، ومنهم أيضا من كان متأرجحا في تأييده ومعارضته مثل عبد الله بن عيسى"2.